الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***
طلق: الطَّلْق: طَلق المخاض عند الوِلادة. ابن سيده: الطَّلْق وجَع الولادة. وفي حديث ابن عمر: أَنّ رجلاً حج بأُمّه فَحملها على عاتِقه فسأَله: هل قَضَى حَقَّها؟ قال: ولا طَلْقَة واحدة؛ الطَّلْق: وجع الولادة، والطَّلْقَة: المرّة الواحدة، وقد طُلِقَت المرأَة تُطْلَق طَلْقاً، على ما لم يسمّ فاعله، وطَلُقت، بضم اللام. ابن الأَعرابي: طَلُقَت من الطلاق أَجود، وطَلَقَت بفتح اللام جائز، ومن الطَّلْق طُلِقَت، وكلهم يقول: امرأَة طالِق بغير هاء؛ وأَما قول الأَعشى:أَيا جارَتا بِيِني، فإِنك طالِقَة فإِن الليث قال: أَراد طالِقة غداً. وقال غيره: قال طالِقة على الفعل لأَنها يقال لها قد طَلَقَت فبني النعت على الفعل، وطَلاقُ المرأَة: بينونتها عن زوجها. وامرأَة طالِق من نسوة طُلَّق وطالِقة من نسوة طَوَالِق؛ وأَنشد قول الأَعشى: أَجارَتنا بِيني، فإِنك طالقة *** كذاكِ أُمور الناس غادٍ وطارِقَه وطَلَّق الرجل امرأَته وطَلَقت هي، بالفتح، تَطْلُق طَلاقاً وطَلُقَت، والضم أَكثر؛ عن ثعلب، طَلاقاً وأَطْلَقها بَعْلُها وطَلَّقها. وقال الأَخفش: لا يقال طَلُقت، بالضم. ورجل مِطْلاق ومِطْليق وطلِّيق وطُلَقة، على مثال هُمَزة: كثير التَّطْليق للنساء. وفي حديث الحسن: إِنك رجل طلِّيق أَي كثير طَلاق النساء، والأَجود أَن يقال مِطْلاق ومِطْلِيق؛ ومنه حديث عليّ، عليه السلام: إن الحَسن مِطْلاق فَلا تزوِّجُوه. وطَلَّق البلادَ: تركها؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: مُرَاجعُ نَجْد بعد فِرْكٍ وبِغْضَةٍ، مُطَلِّقُ بُصْرَى، أَشْعثُ الرأْسِ جافِلُه قال: وقال العقيلي وسأله الكسائي فقال: أَطَلّقْت امرأَتك؟ فقال: نعم والأَرض من ورائها وطَلَّقت البلاد: فارقْتها. وطَلّقْت القوم: تركتُهم؛ وأَنشد لابن أَحمر: غَطارِفَة يَرَوْن المجدَ غُنْماً، إِذا ما طَلَّقَ البَرِمُ العِيالا أَي تركهم كما يترك الرجل المرأَة. وفي حديث عثمان وزيد: الطَّلاقُ بالرجال والعِدَّة بالنساء، هذا متعلق بهؤلاء وهذه متعلّقة بهؤلاء، فالرجال يُطَلِّق والمرأَة تعتدُّ؛ وقيل: أَراد أَن الطلاق يتعلّق بالزوج في حرّيته ورقِّه، وكذلك العدة بالمرأَة في الحالتين، وفيه بين الفقهاء خلاف: فمنهم من يقول إِن الحرّة إِذا كانت تحت العبد لا تَبين إِلا بثلاث وتَبِين الأَمة تحت الحر باثنتين، ومنهم من يقول إِن الحرّة تَبِين تحت العبد باثنتين ولا تبين الأَمة تحت الحر بأَقلّ من ثلاث، ومنهم من يقول إِذا كان الزوج عبداً وهي حرة أَو بالعكس أَو كانا عبدَين فإِنها تَبِين باثنتين، وأَما العدّة فإِن المرأَة إِن كانت حرّة اعتدَّت للوفاة أَربعة أَشهر وعشراً، وبالطلاق ثلاثة أَطهار أَو ثلاثَ حِيَض، تحت حرّ كانت أَو عبدٍ، فإِن كانت أَمة اعتدّت شهرين وخمساً أَو طُهْرين أَو حَيْضتين، تحت عبد كانت أَو حرّ. وفي حديث عمر والرجل الذي قال لزوجته: أَنتِ خليَّة طالِقٌ؛ الطالِقُ من الإِبل: التي طُلِقت في المرَعى، وقيل: هي التي لا قَيْد عليها، وكذلك الخلَّية. وطَلاقُ النساء لمعنيين: أَحدهما حلّ عُقْدة النكاح، والآخر بمعنى التخلية والإِرْسال. ويقال للإِنسان إِذا عَتَق طَلِيقٌ أَي صار حرّاً. وأَطْلَق الناقة من عِقَالها وطَلَّقَها فطَلَقَت: هي بالفتح، وناقة طَلْق وطُلُق: لا عِقال عليها، والجمع أَطْلاق. وبعير طَلْق وطُلُق: بغير قَيْد. الجوهري: بعير طُلُق وناقة طُلُق، بضم الطاء واللام، أَي غير مقيَّد. وأَطْلَقْت الناقة من العِقال فطَلَقَت. والطالِق من الإِبل: التي قد طَلَقت في المرعى. وقال أَبو نصر: الطالق التي تَنْطَلق إِلى الماء ويقال التي لا قَيْد عليها، وهي طُلُق وطالِق أَيضاً وطُلُق أَكثر؛ وأَنشد: مُعَقٍَّلات العيس أَو طَوالِقِ أَي قد طَلَقَت عن العقال فهي طالِق لا تحبَس عن الإِبل. ونعجة طالِق: مُخَلاْة ترعَى وحْدَها، وحبَسُوه في السِّجْن طَلْقاً أَي بغير قيد ولا كَبْل. وأَطْلَقَه، فهو مُطْلَق وطَلِيق: سرّحه؛ وأَنشد سيبويه: طَلِيق الله، لم يَمْنُنْ عليه أَبُو داودَ، وابنُ أَبي كَبِير والجمع طُلقَاء، والطُّلَقاء: الأُسراء العُتَقاء. والطَّليق: الأَسير الذي أُطْلِق عنه إِسارُه وخُلِّيَ سبِيلُه. والطَّلِيقُ: الأَسِير يُطْلَق، فَعِيلٌ بمعنى مفعول؛ قال ذو الرمة: وتَبْسِمُ عن نَوْرِ الأَقاحِيّ أَقْفَرَتْ بِوَعْساء مَعْروف، تُغامُ وتُطْلَقُ تُغامُ مرَّة أَي تُسْتر، وتُطْلَق إِذا انجلى عنها الغيم، يعني الأَقاحي إِذا طلعت الشمس عليها فقد طُلِقَت. وأَطْلَقْت الأَسير أَي خليَّته. وفي حديث حنين: خرج ومعه الطُّلَقاء؛ هم الذين خَلَّى عنهم يوم فتح مكة وأَطْلَقَهم فلم يَسْتَرِقَّهم، واحدهم طَلِيق وهو الأَسِير إِذا أُطْلِق سبيله. وفي الحديث: الطِّلَقاءُ مِنْ قُرَيش والعُتَقاءُ من ثَقِيف، كأَنَّه ميَّز قريشاً بهذا الاسم حيث هو أَحسن من العُتَقاء. والطُّلَقاء: الذين أُدخِلوا في الإِسلام كرهاً؛ حكاه ثعلب، فإِما أَن يكون من هذا، وإِما أَن يكون من غيره. وناقة طالِقٌ: بلا خطام، وهي أَيضاً التي ترسل في الحي فترعى من جَنابِهم حيث شاءَت لا تُعْقَل إِذا راحت ولا تُنْحَّى في المسرح؛ قال أَبو ذؤَيب: غدت وهي مَحْشوكةٌ طالِق ونعجة طالِق أَيضاً: من ذلك، وقيل: هي التي يحتبس الراعي لَبَنها، وقيل: هي التي يُتْرَك لبنها يوماً وليلة ثم يُحْلب. والطَّالِق من الإِبل: التي يتركها الراعي لنفسه لا يحتلبها على الماء، يقال: اسْتَطْلق الراعي ناقة لنفسه، والطَّالِقُ: الناقة يُحَلُّ عنها عِقالُها؛ قال: مُعَقَّلات العِيسِ أَو طَوَالِق وأَنشد ابن بري أَيضاً لإِبراهيم بن هَرْمَةَ: تُشْلى كبيرتُها فتُحْلَبُ طالِقاً، ويُرمِّقُونَ صغارَها تَرْميقا أَبو عمرو: الطَّلَقَة النوق التي تُحْلب في المرعى. ابن الأَعرابي: الطالِقُ الناقة ترسل في المرعى. الشيباني: الطالِقُ من النوق التي يتركها بِصِرارِها؛ وأَنشد للحطيئة: أَقيموا على المِعْزَى بدار أَبيكُمُ، تَسُوفُ الشِّمالُ بين صَبْحَى وطالِقِ قال: الصَّبْحَى التي يحلبها في مبركها يَصْطَبِحُها، والطَّالِقُ التي يتركها بصرارها فلا يحلبها في مبركها، والجمع المَطالِيق والأَطْلاق عبارة القاموس وشرحه: وناقة طالق بلا خطام أَو متوجهة إِلى الماء كالمطلاق، والجمع أَطلاق ومطاليق كصاحب وأَصحاب ومحاريب ومحراب، أَو هي التي تترك يوماً وليلة ثم تحلب». وقد أُطْلِقَت الناقة فطَلَقت أَي حُلَّ عقالُها؛ وقال شمر: سأَلت ابن الأَعرابي عن قوله: ساهِم الوَجْه من جَدِيلةَ أَو نَبْـ *** ـهانَ، أَفْنى ضِراه للإِطْلاقِ قال: هذا يكون بمعنى الحلّ والإِرسال، قال: وإِطْلاقُه إِيَّاها إِرسالها على الصيد أَفناها أَي بقَتْلِها. والطَّالِقُ والمِطْلاقُ: الناقة المتوجهة إِلى الماء، طَلَقَتْ تَطْلُق طَلْقاً وطُلوقاً وأَطْلَقَها؛ قال ذو الرمة: قِراناً وأَشْتاتاً وحادٍ يَسُوقُها *** إِلى الماءِ مِنْ حَوْر التَّنُوفةِ، مُطْلِق وليلةُ الطَّلَق: الليلة الثانية من ليالي توجّهها إِلى الماء. وقال ثعلب: إِذا كان بين الإِبل والماء يومان فأَول يوم يُطْلب فيه الماء هو القَرَب، والثاني الطَّلَق؛ وقيل: ليلة الطَّلَق أَن يُخَلِّيَ وُجوهَها إِلى الماء، عبَّر عن الزمان بالحدث، قال ابن سيده: ولا يعجبني. أَبو عبيد عن أَبي زيد: أَطْلَقْتُ الإِبل إِلى الماءِ حتى طَلَقَت طَلْقاً وطُلوقاً،د والاسم الطَّلَق، بفتح اللام. وقال الأَصمعي: طَلَقَت الإبلُ فهي تَطْلُق طَلَقاً، وذلك إِذا كان بينها وبين الماء يومان، فاليوم الأَول الطَّلَق، والثاني القَرَب، وقد أَطْلَقَها صاحُبها إِطْلاقاً، وقال: إِذا خلَّى وُجوهَ الإِبل إِلى الماءِ وتركها في ذلك ترعى لَيْلَتَئذ فهي ليلة الطَّلَق، وإِن كانت الليلة الثانية فهي ليلة القَرَب، وهو السَّوق الشديد؛ وإِذا خلَّى الرجلُ عن ناقته قيل طَلّعقها، والعَيْرُ إِذا حازَ عانَته ثم خلَّى عنها قيل طَلَّقها، وإِذا اسْتَعْصَت العانةُ عليه ثم انْقَدْنَ له قيل طَلَّقْنَه؛ وأَنشد لرؤبة: طَلَّقْنَه فاسْتَوْرَدَ العَدَامِلا وأُطْلِقَ القومُ، فهم مُطْلَقون إِذا طَلَقَت إِبلُهم، وفي المحكم إِذا كانت إِبلهم طَوالِق في طلب الماء، والطَّلَق: سير الليل لوِرْدِ الغِبِّ، وهو أَن يكون بين الإِبل وبين الماء ليلتان، فالليلة الأُولى الطَّلَق يُخَلِّي الراعي إِبلَه إِلى الماء ويتركها مع ذلك ترعى وهي تسير، فالإِبل بعد التَّحويز طَوالِقُ، وفي الليلة الثانية قَوارِبُ. والإِطْلاق في القائمة: أَن لا يكون فيها وَضَحٌ، وقوم يجعلون الإِطْلاق أَن يكون يد ورجل في شِقّ مُحَجَّلَتين، ويجعلون الإِمْساك أَن يكون يد ورجل ليس بهما تحجيل. وفرس طُلُقُ إِحدى القوائم إِذا كانت إِحدى قوائمه لا تحجيل فيها. وفي الحديث: خيرُ الحُمُر الأَقْرحُ طُلُقُ اليدِ اليمنى أَي مُطْلَقُها ليس فيها تحجيل؛ وطَلُقَت يدُه بالخير طَلاقةً وطَلَقَت وطَلَقَها به يَطْلُقها وأَطْلَقها؛ أَنشد أَحمد بن يحيى: أُطْلُقْ يَدَيْك تَنْفَعاك يا رَجُلْ بالرَّيْثِ ما أَرْوَيْتَها، لا بالعَجَلْ ويروى: أَطْلِقْ. ويقال: طَلَقَ يده وأَطْلقَها في المال والخير بمعنى واحد؛ قال ذلك أَبو عبيد ورواه الكسائي في باب فَعَلْت وأَفْعَلْت، ويدُه مَطْلوقة ومُطْلَقة. ورجل طَلْقُ اليدين والوجه وطَلِيقُهما: سَمْحُهما. ووجه طَلْقٌ وطِلْقٌ وطُلْقٌ؛ الأَخيرتان عن ابن الأَعرابي: ضاحك مُشْرِق، وجمعُ الطَّلْقِ طَلْقات. قال ابن الأَعرابي: ولا يقال أَوْجُدٌ طَوالِق إِلاَّ في الشعر، وامرأَة طَلْقهُ اليدين. ووجه طَلِيقٌ كطَلْق، والاسمُ منها والمصدر جميعاً الطَّلاقةُ. وطَلِيقٌ أَي مُسْتَبْشِر منبسط الوجه مُتَهَلِّلُه. ووجه مُنْطَلِق: كطَلْق، وقد انْطَلَق؛ قال الأَخطل: يَرَوْنَ قِرًى سَهْلاً وداراً رَحِيبةً، ومُنْطَلَقاً في وَجْهِ غيرِ بَسُورِ ويقال: لقيته مُنْطَلِقَ الوجه إِذا أَسفر؛ وأَنشد: يَرْعَوْنَ وَسْمِيّاً وَصَى نَبْتُه، فانْطَلَقَ الوجهُ ودقَّ الكُشُوحْ وفي الحديث: أَفْضلُ الإِيمانِ أَن تُكَلِّم أَخاك وأَنت طَلِيقٌ أَي مستبشر منبسط الوجه؛ ومنه الحديث: أَن تَلْقاه بوجه طَلِق. وتَطَلّقَ الشيءَ: سُرَّ به فبدا ذلك في وجهه. أَبو زيد: رجل طَلِيقُ الوجه ذو بِشْرٍ حسن، وطَلْق الوجه إِذا كان سخِيّاً، ومثله بعير طَلْقُ اليدين غير مقيد، وجمعه أَطلاق. الكسائي: رجل طُلُقٌ، وهو الذي ليس عليه شيء. ويوم طَلْقٌ بيِّن الطَّلاقة، وليلةٌ طَلْقٌ أَيضاً وليلة طَلْقةٌ: مُشْرِقٌ لا برد فيه ولا حرّ ولا مطر ولا قُرّ، وقيل: ولا شيء يؤذي، وقيل: هو الليَّن القُرِّ من أَيام طَلْقات، بسكون اللام أَيضاً، وقد طَلُقَ طُلوقةً وطَلاقةً. أَبو عمرو: ليلة طَلْقٌ لا برد فيها؛ قال أَوس: خَذَلْتُ على لَيْلةٍ ساهِرةْ، فلَيْسَتْ بِطَلْقٍ ولا ساكِرهْ وليالٍ طَلْقات وطَوالِقُ. وقال أَبو الدقيش: وإنها لطَلْقةُ الساعة؛ وقال الراعي: فلما عَلَتْه الشمسُ في يومِ طَلْقةٍ يريد يومَ ليلةٍ طَلْقةٍ ليس فيها قُرٌّ ولا ريح، يريد يومها الذي بعدها، والعرب تبدأُ بالليل قبل اليوم؛ قال الأزهري: وأَخبرني المنذري عن أَبي الهيثم أَنه قال في بيت الراعي وبيت آخر أَنشده لذي الرمة: لها سُنَّةٌ كالشمسِ في يومِ طَلْقةٍ قال: والعرب تضيف الاسم إِلى نعته، قال: وزادوا في الطَّلْق الهاء للمبالغة في الوصف كما قالوا رجل داهية، قال: ويقال ليلةٌ طَلْقٌ وليلة طَلْقةٌ أَي سهلة طْيبة لا برد فيها، وفي صفة ليلة القدر: ليلةٌ سَمْحةٌ طَلْقةٌ أَي سهلة طيبة. يقال: يوم طَلْقٌ وليلة طَلْقٌ وطَلْقةٌ إِذا لم يكن فيها حرّ ولا برد يؤذيان، وقيل: ليلة طَلْقٌ وطَلْقةٌ وطالِقة ساكنة مُضِيئة، وقيل: الطَّوالِق الطيبةُ التي لا حر فيها ولا برد؛ قال كثيِّر:يُرَشِّحُ نَبْتاً ناضِراً ويَزينُه نَدىً، وليَالٍ بَعْد ذاك طَوالِق وزعم أَبو حنيفة أَن واحدة الطَّوالِق طَلْقة، وقد غلط لأَن فَعْلة لا تُكسّر على فواعل إِلا أَن يشذ شيء. ورجل طَلْقُ اللسانِ وطُلُقٌ وطُلَقٌ وطَلِيق: فَصِيح، وقد طَلُق طُلوقةً وطُلوقاً، وفيه أَربع لغات: لسانٌ طَلْقٌ ذَلْقٌ، وطَلِيق ذَلِيق، وطُلُقٌ ذُلُقٌ، وطُلَقٌ ذُلَقٌ؛ ومنه في حديث الرَّحِم: تَكلَّم بلسان طَلْقِ أَي ماضي القول سريع النطق، وهو طَلِيق اللسان وطِلْقٌ وطَلْقٌ، وهو طَلِيقُ الوجه وطَلْقُ الوجه. وقال ابن الأَعرابي: لا يقال طُلَقٌ ذُلَقٌ، والكسائي يقولهما، وهو طَلْقُ الكف وطَلِيقُ الكف قريبان من السواء. وقال أَبو حاتم: سئل الأَصمعي في طُلَقً أَو طُلَقٍ فقال: لا أَدري لسان طُلُقٍ أَو طُلَق؛ وقال شمر: طَلّقَت يدُه ولسانه طُلوقَةً وطُلوقاً. وقال ابن الأَعرابي: يقال هو طَلِيقٌ وطُلُقٌ وطالِقٌ ومُطْلَقٌ إِذا خُلِّي عنه، قال: والتَّطْلِيقُ التخلية والإِرسال وحلُّ العقد، ويكون الإِطلاقُ بمعنى الترك والإِرسال، والطَّلَق الشَّأْوُ، وقد أَطْلَقَ رِجْلَه. واسْتَطْلَقَه: استعجله. واسْتَطْلَقَ بطنُه: مشى. واسْتِطلاقُ البطن: مَشْيُه، وتصغيره تُطَيْلِيق، وأَطْلَقَه الدواء. وفي الحديث: أَن رجلاً اسْتَطْلَق بطنُه أَي كثر خروج ما فيه، يريد الإِسهال. واستطلق الظبيُ وتَطلَّق: اسْتَنَّ في عَدْوِه فمضى ومرّ لا يلوي على شيء، وهو تَفَعَّلَ، والظبي إِذا خَلَّى عن قوائمه فمضى لا يلوي على شيء قيل تَطَلَّقَ. ال: والانطِلاقُ سرعة الذهاب في أَصل المحْنة. ويقال: ما تَطَّلِقُ نفسي لهذا الأَمر أَي لا تنشرح ولا تستمر، وهو تَطَّلِقُ تَفْتَعِلُ، وتصغير الاطِّلاق طُتَيْلِيق، بقلب الطاء تاء لتحرك الطاء الأُولى كما تقول في تصغير اضطراب ضُتَيرِيب، تقلب الطاء تاء لتحرك الضاد، والانطِلاقُ: الذهاب. ويقال: انْطُلِقَ به، على ما لم يسمَّ فاعله، كما يقال انقُطِع به. وتصغير مُنّطَلِق مُطَيْلِق، وإَِن شئت عوّضت من النون وقلت مُطَيْلِيق، وتصغير الانطِلاق نُطَيْلِيق، لأَنك حذفت أَلف الوصل لأَن أَول الاسم يلزم تحريكه بالضم للتحقير، فتسقط الهمزة لزوال السكون الذي كانت الهمزة اجتُلِبت له، فبقي نُطْلاق ووقعت الأَلف رابعة فلذلك وجب فيه التعويض، كما تقول دُنَيْنِير لأَن حرف اللين إِذا كان رابعاً ثبت البدل منه فلم يسقط إِلا في ضرورة الشعر، أَو يكون بعده ياء كقولهم في جمع أُثْفِيّة أَثافٍ، فقِسْ على ذلك. ويقال: عَدا الفرسُ طُلَقاً أَو طَلَقَين أَي شَوْطاً أَو شَوْطين، ولم يُخصّص في التهذيب بفرس ولا غيره. ويقال: تَطلَّقَت الخيلُ إِذا مضت طَلَقاً لم تُحْبَس إِلى الغاية، قال: والطَّلَقُ الشوط الواحد في جَرْي الخيل. والتَّطَلُّقُ أَن يبول الفرس بعد الجري؛ ومنه قوله: فصادَ ثلاثاً كجِزْعِ النِّظا مِ، لم يَتَطَلَّقْ ولم يُغْسَل لم يُغْسَل أَي لم يعرق. وفي الحديث: فرَفَعْتُ فرسي طَلَقاً أَو طَلَقَين؛ هو، بالتحريك، الشوط والغاية التي يجري إِليها الفرس. والطَّلَقُ، بالتحريك: قيد من أَدَمٍ، وفي الصحاح: قيد من جلود؛ قال الراجز: عَوْدٌ على عَوْدٍ على عَوْدٍ خَلَقْ كأَنها، والليلُ يرمي بالغَسَقْ، مَشاجِبٌ وفِلْقُ سَقْبٍ وطَلَق شبّه الرجل بالمِشْجَبِ لِيبُسْهِ وقلة لحمه، وشبَّه الجمل بِفِلْقِ سَقْبٍ، والسَّقْب خشبة من خشبات البيت، وشبّه الطريق بالطَّلَق وهو قيد من أَدَمٍ. وفي حديث حنين: ثم انتزَع طَلَقاً من حَقَبه فقَيَّد به الجمَلَ؛ الطَّلَقُ، بالتحريك: قيد من جلود. والطَّلَق: الحبل الشديد الفتل حتى يَقوم؛ قال رؤبة: مُحْمَلَج أُدْرِجَ إِدْراج الطَّلَقْ وفي حديث ابن عباس: الحياءُ والإِيمانُ مَقْرونان في طَلَقٍ؛ الطَّلَقُ ههنا: حبل مفتول شديد الفتل، أَي هما مجتمعان لا يفترقان كأَنهما قد شُدّاً في حبل أَو قيد. وطَلَق البطن : جُدَّتُه، والجمع أَطلاق؛ وأَنشد: تَقاذَقْنَ أَطْلاقاً، وقارَبَ خَطْوَه عن الذَّوْدِ تَقْرِيبٌ، وهُنَّ حَبائِبه أَبو عبيدة: في البطن أَطْلاق، واحدُها طَلَقٌ، متحرك، وهو طرائق البطن. المُطَلَّقُ: المُلَقَّح من النخل، وقد أَطْلَقَ نخله وطَلَّقها إِذا كانت طِوالاً فأَلقحها. وأَطْلَقَ خَيْلَه في الحَلْبة وأَطْلَقَ عَدُوَّه إِذا سقاه سُمّاً. قال: وطَلَق أَعطى، وطَلِقَ إِذا تباعد. والطِّلْقُ، بالكسر: الحلال؛ يقال: هو لك طِلْقاً ط لْقٌ أَي حلال. وفي الحديث: الخيلُ طِلْقٌ؛ يعني أَن الرَّهان على الخيل حلال. يقال: أَعطيته من طِلْقِ مالي أَي صَفْوه وطَيِّبِه. وأَنتَ طِلْقٌ من هذا الأَمر أَي خارجٌ منه. وطُلِّقَ السليمُ، على ما لم يُسمَّ فاعله: رجعت إِليه نفسهُ وسكن وجعه بعد العِداد، فهو مُطَلَّق؛ قال الشاعر: تَبِيتُ الهُمُوم الطارِقاتُ يَعُدْنَني، كما تَعْتَرِي الأَهْوالُ رأْسَ المُطَلَّقِ وقال النابغة: تَناذَرَها الراقُون مِنْ سُوءِ سمِّها، تُطَلِّقه طَورْاً، وطَوْراً تُراجِعُهْ والطَّلَقُ: ضرب من الأَدْوية، وقيل: هو نبت تستخرج عصارته فيتطلَّى به الذين يدخلون في النار. الأَصمعي: يقال لضرب من الدواء أَو نبت طَلَقٌ، متحرك. وطَلْقٌ وطَلَق: اسمان.
طمرق: الطُّمْروقُ: اسم من أَسماء الخفَّاش.
طهق: الطَّهْقُ: سرعة المشي، يمانية زعموا.
طوق: الطَّوْقُ: حَلْيٌ يجعل في العنق. وكل شيء استدار فهو طَوْقٌ كطَوْق الرَّحى الذي يُدِير القُطْب ونحو ذلك. والطَّوْقُ: واحدُ الأَطْواق، وقد طَوَّقْتُه فتَطَوَّقَ أَي أَلبسته الطَّوْقَ فلَبِسه، وقيل: الطَّوْقُ ما استدار بالشيء، والجمع أَطْواقٌ. والمُطَوَّقةُ: الحمامةُ التي في عنقها طَوْقٌ. والمُطَوَّقُ من الحمام: ما كان له طَوْقٌ. وطَوَّقَه بالسيف وغيره وطَوَّقه إِيّاه: جعله له طَوْقاً. وفي التنزيل: سَيُطَوَّقُون ما بَخِلوا به يوم القيامة؛ يعني مانع الزكاة يُطَوَّقُ ما بخل به من حق الفقراء من النار يوم القيامة، نعوذ بالله من سخط الله. ويروى في حديث: مَنْ غَصَبَ جارَه شِبْراً من الأرض طُوِّقَه من سبع أَرَضِين؛ يقول: جُعِل له طَوْقاً في عنقه أَي يخسف الله به الأَرض فتصير البقعة المغصوبة منها في عنقه كالطَّوْق، وقيل: هو أَن يُطَوَّقَ حملَها يوم القيامة أَي يُكلَّف فيكون من طَوْق التكليف لا من طَوْق التقليد؛ ومن الأَول حديث الزكاة: يُطَوَّقُ مالَه شُجاعاً أَقرعَ أَي يجعل له كالطَّوْق في عنقه؛ ومنه الحديث: والنخلُ مُطَوقة بثمرها أَي صارت أَعذاقُها كالأَطْواق في الأعناق؛ ومن الثاني حديث أَبي قتادة ومُراجعةِ النبي صلى الله عليه وسلم في الصوم فقال، صلى الله عليه وسلم: ودِدْت أَنِّي طُوِّقْتُ ذلك أي ليته جُعِل داخلاً في طاقَتي وقدرتي، ولم يكن صلى الله عليه وسلم عاجزاً عن ذلك غيرَ قادر عليه لضعف منه ولكن يحتمل أَنه خافَ العجز عنه للحقوق التي تلتزمه لنسائه، فإِن إِدامةَ الصوم تُخِلّ بحظوظهن منه. وتَطَوَّقَت الحيّةُ على عنقه: صارت عليه كالطَّوْق. والطَّوْقة: أَرض سهلة مستديرة في غِلَظ. وطائقُ كلّ شيء مثل طوقه، وفي التهذيب: طائق كل شيءٍ ما استدار به من حَبْل أَو أَكمة، والجمع الأَطْواق. ابن سيده: ومن الشاذ قراءة ابن عباس ومجاهد وعكرمة: وعلى الذين يُطَوَّقُونه، ويُطَيَّقُونه ويَطَّيَّقُونَهُ، فيُطَوَّقُونه يجعل كالطَّوْق في أَعناقهم، ويَطَّوَّقونه أَصله يتطوَّقونه فقلَبْت التاء طاء وأُدغمتْ في الطاء، ويُطَيَّقونه أَصله يُطَيْوَقونه فقلبت الواو ياء كما قلبتَها في سيّد وميّت، وقد يجوز أَن يكون القلب على المعاقبة كتَهوّر وتهيّر، على أَن أَبا الحسن قد حكى هارَ يَهير، فهذا يُؤنِس أَن ياء تهيّر وضْعٌ وليست على المعاقبة، قال: ولا تحملن هارَ يَهِير على الواو قياساً على ما ذهب إِليه الخليل في تاهَ يَتِيه وطاحَ يَطيح فإِن ذلك قليل، ومن قرأَ يَطَّيَّقونه جاز أَن يكون يَتَفَيْعلونه، أَصله يَتَطَيْوَقونه فقلبت الواو ياء كما تقدم في ميّت وسيّد، وتجوز فيه المعاقبة أيضاً على تهيّر، ويجوز أَن يكون يُطَوَّقُونه بالواو، وصيغة ما لم يسم فاعله يُفَوْعَلونه إِلا أَن بناءَ فَعَّلْت أَكثر من بناء فَوْعَلْت. وطَوَّقْتُك الشيء أَي كلَّفْتكَه. وطَوَّقَني اللهُ أَداءَ حَقِّك أَي قَوّاني. وطوَّقتْ له نفسُه: لغة في طَوَّعَت أَي رَخَّصت وسَهَّلت؛ حكاها الأَخفش. والطَّائِقُ: حجر أَو نَشَزٌ يَنْشُز في الجبل نادر، منه، وفي البئر ذلك ما نَشَزَ من حال البئر من صخرة ناتئة؛ وقال عمارة بن طارق في صفة الغرب:مُوقَّر مِنْ بَقَرِ الرَّ ساتِق، ذي كِدْنةٍ على جِحافِ الطَّائِق، أَخْضَر لم يُنْهَكْ بُموسَى الحالِق أَي ذو قوة على مُكاوَحةِ تلك الصخرة؛ وقال في جمعه: على مُتونِ صَخَرٍ طَوائِق والطائِقُ: ما بين كل خشبتين من السفينة. أَبو عبيد: الطَّائِقُ ما بين كل خشبتين. ويقال: الطائِق إِحدى خشبات بطن الزَّوْرَق. أَبو عمرو الشيباني: الطائِقُ وسط السفينة؛ وأَنشد للبيد: فالْتامَ طائِقُها القديمُ، فأَصْبَحَتْ ما إِنْ يُقَوِّمُ درْأَها رِدْفانِ الأصمعي: الطائِقُ ما شَخَصَ من السفينة كالحَيْدِ الذي ينحدر من الجبل؛ قال ذو الرمة:
قَرْواء طائِقُها بالآلِ مَحْزُومُ قال: وهو حرف نادر في القُنّة. الليث: طائِقُ كل شيء ما استدار به من حَبْل أَو أَكمة، وجمعه أَطْواقٌ، والطَّاقاتُ جمع طاقةٍ. ويقال للكَرِّ الذي يُصْعَد به إِلى النخلة الطَّوْق، وهو البَرْوَنْد بالفارسية؛ قال الشاعر يصف نخلة: ومَيّالة في رأْسها الشَّحْمُ والنَّدَى، وسائرُها خالٍ من الخير يابِسُ تَهَيَّبها الفِتْيانُ حتى انْبَرَى لها قَصِيرُ الخُطى، في طَوْقِه، مُتَقاعِسُ يعني البروند؛ التهذيب: أَنشد عمر بن بكر: بَنى بالغَمْر أَرْعَنَ مُشْمَخِرّاًّ، يُغَنِّي، في طَوائِقه، الحَمامُ قال: طَوائِقه عُقوده؛ قال الأَزهري: وصف قَصْراً. والطَّوائِقُ: جمع الطَّاقِ الذي يُعْقَد بالآجُرّ، وأَصله طائِقٌ وجمعه طَوائِقُ على الأَصل مثل الحاجة جمعها حوائج لأَن أَصلها حائجة؛ وأَنشد لعمرو بن حسان: أَجِدَّكَ هل رأَيتَ أَبا قُبَيْسٍ، أَطالَ حياتَه النَّعَمُ الرُّكامُ؟ بنى بالغَمْرِ أَرْعَنَ مُشْمَخِرّاً، يُغَنِّي في طوائقه الحَمامُ قال: ويجمع أَيضاً أَطْواقاً. والطَّوْقُ والإِطاقةُ: القدرة على الشيء. والطَّوْقُ: الطَّاقةُ. وقد طاقَه طَوْقاً وأَطاقَه إِطاقةً وأَطاقَ عليه، والاسم الطَّاقةُ. وهو في طَوْقي أَي في وَسْعي؛ قال ابن بري: وقول عمرو بن أُمامة: لقد عَرَفْتُ الموتَ قبل ذَوْقِه، إِنّ الجَبان حَتْفُه مِنْ فَوْقِه كلُّ امرئ مُقاتِلٌ عن طَوْقِه، كالثَّوْرِ يَحْمي جِلْدَه بِرَوْقِه أَراد بالطَّوْق العُنق، ورواه الليث: كل امرئ مجاهد بطوقه قال: والطَّوْقُ الطاقةُ أَي أَقصى غايته، وهو اسم لمقدار ما يمكن أن يفعله بمشقَّة منه. ابن الأَعرابي: يقال طُقْ طُقْ من طاقَ يَطُوق إِذا أَطاق. الليث: الطَّوْقُ مصدر من الطَّاقِة؛ وأَنشد: كل امرئ مُجاهِد بطوقه، والثور يحمي أَنفه بروقه يقول: كل امرئ مُكلّف ما أَطاق؛ قال أَبو منصور: يقال طاقَ يَطُوق طَوْقاً وأَطاقَ يُطيقُ إِطاقةً وطاقةً، كما يقال طاعَ يَطُوع طَوْعاً وأَطاعَ يُطيع إِطاعةً وطاعةً. والطَّاقةُ والطاعةُ: اسمان يوضَعان موضع المصدر؛ قال سيبويه: وقالوا طَلَبْتَه طاقَتَك، أَضافوا المصدر وإِن كان في موضع الحال، كما ادخلوا فيه الألف واللام حين قالوا أَرسلَها العِراكَ، وأَما طَلَبْتُه طاقَتي فلا يكون إِلا معرفة كما أَن سبحانَ الله لا يكون إِلا كذلك. والطاقةُ: شُعْبَةٌ من رَيْحان أَو شَعَر وقُوَّةٌ من الخيط أَو نحو ذلك. ويقال: طاقُ نعلٍ وطاقةُ رَيْحانٍ، والطاقُ: ما عطف من الأَبنية، والجمع الطَّاقات. والطَّيقان: فارسي معرب. والطاق: عَقْدُ البناء حيث كان، والجمع أَطواق وطِيقانٌ. والطَّاقُ: ضَرْبٌ من الملابس. قال ابن الأَعرابي: هو الطَّيْلَسان، وقيل هو الطيلسان الأَخضر؛ عن كراع؛ قال رؤبة:ولو تَرَى، إِذْ جُبَّتي مِنْ طاقِ، ولِمَّتي مِثْلُ جَناحِ غاقِ وقال الشاعر: لقد تَرَكتْ خُزَيْبَةُ كلَّ وغْدٍ تَمَشَّى بينَ خاتامٍ وطاقِ والطَّيقانُ جمع طاق: الطَّيْلَسان مثل ساج وسِيجان؛ قال مليح الهذلي: من الرَّيْطِ والطَّيقانِ تُنْشَرُ فَوْقَهم، كأَجْنِحةِ العِقْبانِ تَدْنُو وتَخْطِفُ والطَّاقُ: ضَرْبٌ من الثياب؛ قال الراجز: يَكْفِيك، من طاقٍ كثير الأَثْمان، جُمَّازَةٌ شُمِّرَ منها الكُمَّان قال ابن بري: الطَّاقُ الكساء، والطَّاقُ الخِمارُ؛ وأَنشد ابن الأََعرابي: سائِلَة الأَصداغ يَهْفُو طاقُها، كأَنَّما ساقُ غُرابٍ ساقُها وفسره فقال أَي خمارها يطير وأَصداغها تتطاير من مخاصمتها. ورأَيت أَرضاً كأَنَّها الطيقانُ إِذا كثر نباتها. وشراب الأَطْواق: حَلَبُ النارَجِيل، وهو أَخبث من كل شراب يُشْرَب وأَشدُّ إِفساداً للعقل. وذات الطُِّوَق: أَرض معروفة؛ قال رؤبة: تَرْمي ذِراعَيْهِ بجَثْجاثِ السُّوَقْ ضَرْحاً، وقد أَنْجَدْنَ من ذاتِ الطُّوَقْ والطَّوْقُ: أَرض سهلة مستديرة. وطاقُ القوس: سِيَتُها، وقال ابن حمزة: طائِقُها لا غير، ولا يقال طاقُها.
عبق: عَبِقَ به عَبَقاً وعَباقيةٌ مثل ثمانية: لزِمَه، وعَسِقَ به كذلك. وعَبِقَ الرَّدْع بالجسم والثوبِ: لَزِق، وفي بعض نسخ كتاب النبات: تُعْبَقُ به الثيابُ، وفي بعضها تُعَبَّقُ. وعَبِقَت الرائحةُ في الشيءِ عَبَقاً وعَباقِيةً: بَقيت؛ وعَبِق الشيُ بقلبي: كذلك على المثل. وريحٌ عَبِقٌ: لاصقٌ. ورجل عَبِقٌ وامرأَة عَبِقةٌ إِذا تطيِّب وتعلق به الطِّيب فلا يذهب عنه ريحه أَيّاماً؛ قال: عَبِقَ العَنْبَرُ والمِسْكُ بها، فهي صفراءُ كعُرْجونِ القَمَرْ وفي نسخة: العمر. وامرأَة عَبِقةٌ لَبِقةٌ: يُشاكِلُها كلُّ لباس وطيب. قال الخزاعيون، وهم من أَعرب الناس: رجل عَبِقٌ لَبِقٌ وهو الظريف. وما بقيت لهم عَبَقةٌ أَي بقية من أَموالهم. وما في النِّحْي عَبَقة وعَبْقةٌ أَي شيء من سمن، وقيل: ما في النِّحْي عَبَقة وعَمَقَة أَي لطخ وضَرٍ من السمن، وقيل: ما فيه لَطْخ ولا ضَرٌ ولا لَعُوق من رُبٍّ ولا سمن، وزعم اللحياني أَن ميم عَمَقة بدل من باء عَبَقه، وأَصل ذلك من عَبِقَ به الشيء يَعْبَقُ عَبَقاً إِذا لزق به؛ قال طرفة: ثم راحوا عَبقَ المِسْكُ بهم، يَلْحَفُونَ الأَرض هُدَّاب الأُزُرْ والعَباقيةُ: الداهية ذو الشرّ والنُّكر؛ وأَنشد: أَطَفَّ لها عَباقيةٌ سَرنْدَى، جَرِيءٌ الصَّدْرِ مُنْبَسِطُ اليمين والعَباقيةُ: اللصّ الخارب الذي لا يُحْجِمُ عن شيء. وقد اعْبَنْقى الرجل أَي صار داهيةً. وبه شَيْن عَباقِية أَي له أَثر باق، وفي الصحاح: وهي أَثر جراحة تبقى في حُرِّ وجهه. والعَباقِيةُ: شجر له شوك يؤذي من عَلِقَ به؛ قال أَبو حنيفة: العَباقِيةُ من العضاه، وهي شجرة لم تُنْعَتْ؛ قال ساعدة بن العجلان: غداة شُواحِطٍ فَنَجَوْت شدّاً، وثَوْبُك في عَباقيةٍ هَرِيدُ يقول: تعلقت العَباقِيةُ به فتركه بها ونجا. وغلامٌ مُعْبَنْق: سيِّءُ الخلق. الأَصمعي: رجل عِبِقَّانةٌ رِبِقَّانة إِذا كان سيِّء الخلق، والمرأَة كذلك.
عبشق: العُبشوق: دُوَيْبَّة من أَحناش الأَرض. وعبشق: اسم.
عبنق: عُقاب عَقَنْباة وعَبَنْقاة وقَعَنْباةٌ وبَعَنْقاة: حديدةُ المخالب، وقيل هي السريعة الخطف المُنْكَرة، وقال ابن الأَعرابي: كل ذلك على المبالغة كما قالوا أَسَدٌ أَسِدٌ وكلْب كَلِبٌ. واعْبَنقى وابَعَنْقى إِذا ساء خلقه.
عتق: العِتْقُ: خلاف الرِّق وهو الحرية، وكذلك العَتاقُ، بالفتح، والعَتاقةُ؛ عَتَقَ العبدُ يَعْتِقُ عِتْقاً وعَتْقاً وعَتاقاً وعَتاقَةً، فهو عَتيقٌ وعاتِقٌ، وجمعه عُتَقاء، وأَعْتَقْتُه أَنا، فهو مُعْتَقٌ وعَتيقٌ، والجمع كالجمع، وأَمَةٌ عَتيقٌ وعَتيقَةٌ في إِماءٍ عَتائِق. وفي الحديث: لن يَجْزي ولدٌ والده إِلاَّ أَن يجده مملوكاً فيشتريه فيَعْتِقَه؛ قال ابن الأَثير: وقوله فيَعْتِقَه ليس معناه استئناف العِتْقِ فيه بعد الشراء لأن الإجماع منعقد أَن الأَب يَعْتقُ على الابن إِذا ملكه في الحال وإِنما معناه أَنه إِذا اشتراه فدخل في ملكه عتق عليه، فلما كان الشِّراءُ سبباً لعَتقِه أُضيف العِتقُ إِليه، وإِنما كان هذا جَزاء له لأن العِتْقَ أَفضل ما يُنْعِم به أَحدٌ على أَحد، إِذ خلصه بذلك من الرقِّ وجَبَر به النقص الذي له وتكمل له أَحكام الأَحرار في جميع التصرفات. وفلان مَولى عَتاقَةٍ ومَوْلىً عَتيقٌ ومَوْلاةٌ عتيقةٌ ومَوالٍ عُتَقاء ونساء عَتائق: وذلك إِِذا أُعْتِقْنَ. وحلف بالعَتاقِ أَي الإِعْتاق. عَتيقٌ: اسم الصدِّيق، رضي الله عنه، قيل: سمي بذلك لأَن الله تبارك وتعالى أَعْتَقَه من النار، واسمه عبد الله بن عثمان؛ روت عائشة أَن أَبا بكر دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أَبا بكر أَنت عَتيقُ الله من النار، فمِنْ يومئذ سُمِّي عَتيقاً. وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: أَنه سمي عَتيقاً لأَنه أُعْتِقَ من النار؛ سماه به النبي صلى الله عليه وسلم وقيل: كان يقال له عَتيقٌ لجماله. وعَتَقَتْ عليه يمينٌ تَعْتِقُ: سبقت وتقدمت، وكذلك عَتُقَتْ، بالضم، أَي قَدُمت ووجبت كأَنه حفظها فلم يحنث. وعَتَقَتْ منِّي يمين أَي سبقت؛ وأَنشد لأَوس بن حجر: عليّ أَليَّةٌ عَتَقَتْ قديماً، فليس لها، وإِن طُلِبَتْ، مَرامُ أَي لزمتني، وقيل أَي ليس لها حيلة وإِن طُلِبَتْ. أَبو زيد: أَعْتَقَ يمينَه أَي ليس لها كفارة. وعَتَقَت الفرسُ تَعْتِقُ وعَتُقتِ عِتْقاً: سبقت الخيل فَنَجَتْ. وفرس عاتِقٌ: سابق. ورجل مِعْتاقُ الوَسيقَة إِذا طَرَدَ طَريدةً سبق بها، وقيل: سَبَقَ بها وأَنجاها؛ قال أَبو المثلم يرثي صخراً: حامِي الحَقيقَةِ نسَّالُ الوَدِيقة، مِعْـ *** ـتاقُ الوَسيقَةِ، لا نِكْسٌ ولا واني قال: ولا يقال مِعْناق. والعاتِقُ: الناهض من فِراخ القطا. قال أَبو عبيد: ونرى أَنه من السبق على أَنه يَعْتقُ أَي يسبق. يقال: هذا فرخ قطاة عاتِقٌ إِذا كان قد اسْتَقَلّ وطار. وعِتاقُ الطير: الجوارح منها، والأَرْحَبِيَّاتُ العِتاقُ: النجائب منها، وقيل: العاتِقُ من الطير فوق الناهض، وهو في أَول ما يَتَحَسَّرُ ريشه الأَول وينبت له ريش جُلْذِيّ أَي شديد، وقيل: العاتِقُ من الحمام ما لم يُسِنّ ويَسْتَحْكِم، والجمع عُتَّق. وجارية عاتِقٌ: شابة، وقيل: العاتِقُ البكر التي لم تَبِنْ عن أَهلها، وقيل: هي التي بين التي أَدركت وبين التي عَنَسَتْ: والعاتِقُ: الجارية التي قد أَدركت وبلغت فخُدِّرَتْ في بيت أَهلها ولم تتزوج، سمّيت بذلك لأنها عَتَقَتْ عن خدمة أَبويها ولم يملكها زوج بعدُ، قال الفارسي: وليس بقوي؛ قال الشاعر: أَقِيدي دَماً، يا أُمَّ عمرو، هَرَقْتِه بكفَّيْك، يوم الستر، إِذ أَنْتِ عاتِقُ وقيل: العاتِقُ الجارية التي قد بلغت أَن تَدَرَّعَ وعَتَقَتْ من الصِّبا والاستعانة بها في مِهْنَةِ أَهلها، سمِّيت عاتِقاً بها، والجمع في ذلك كله عَواتِق؛ قال زهير بن مسعود الضبي: ولم تَثِقِ العَواتِقُ من غٍيورٍ بغَيْرَتِه، وخَلَّيْنَ الحِجالا وفي الحديث: خرجب أُم كلثوم بنت عقبة وهي عاتِقٌ قبل هجرتها؛ قال ابن الأَثير: العاتِقُ الشابة أَول ما تُدْرِكُ، وقيل: هي التي لم تَبِنْ من والديها ولم تتزوج وقد أَدركت وشَبَّت، ويجمع على العُتَّقِ، ومنه حديث أُم عطية: أُمِرْنا أَن نخرج في العيدين الحُيَّض والعُتَّق، وفي رواية: العَواتِق؛ يقال: عَتَقَتِ الجارية، فهي عاتِقٌ، مثل حاضَتْ، فهي حائضٌ. وكل شيء بلغ إِناهُ فقد عَتَقَ. والعَتقُ: الكريم الرَّائعُ من كل شيء والخيارُ من كل شيء التمر والماء والبازي والشَّحْم. والعِتْقُ: الكَرَمُ؛ يقال: ما أَبْيَنَ العِتْقَ في وجه فلان يعني الكرم. والعِتْقُ: الجمال. وفرس عَتقٌ: رائع كريم بَيِّن العِتْقِ، وقد عَتُقَ عَتاقَةً، والاسم العِتْقُ، والجمع العِتاقُ. وامرأَة عَتِيقةٌ: جميلة كريمة؛ وقوله: هِجانُ المُحَيَّا عَوْهَجُ الخَلْقِ، سُرْبِلَتْ من الحُسْنِ سِرْبالاً عَتِيقَ البَنائقِ يعني حَسَن البنائق جميلها. والعُتُقُ: الشجر التي يتخذ منها القسيّ العربية؛ عن أَبي حنيفة، قال: يراد به كَرَمُ القوس لا العِتْق الذي هو القِدَم. وقال مُرَّة عن أَبي زياد: العِتْق الشجر التي تعمل منها القِسِيُّ، قال: كذا بلغني عن أَبي زياد والذي نعرفه العُتُق. والعَتيقُ: فحل من النخل معروف لا تَنْفُضُ نخلته. وعَتيقُ الطير: البازي؛ قال لبيد: فانْتَضَلْنا، وابنُ سَلْمى قاعدٌ، كعَتيقِ الطير يُغْضى ويُحَلّ ابن سلمى: النعمان، وإِنما ذكر مقامته مع الربيع بين يدي النعمان. ابن الأَعرابي: كلُّ شيء بلغ النهاية في جودةٍ أَو رداءة أَو حسن أَو قبح، فهو عَتيقٌ، وجمعه عَتُقٌ. والعاتِقةُ من القوس: مثل العاتِكَةِ، وهي التي قَدُمت واحْمَرّت. والعَتيقُ: القديم من كل شيء حتى قالوا رجل عَتيقٌ أَي قديم. وفي الحديث: عليكم بالأَمر العَتيقِ أَي القديم الأَول، ويجمع على عِتاقٍ كشريف وشِرافٍ. ومنه حديث ابن مسعود: إِنهنَّ من العِتاقِ الأُوَلِوهنِّ من تلادي؛ أَراد بالعِتاقِ الأُولِ السور اللاتي أُنْزِلت أَولاً بمكة وأَنها من أَول ما تعلَّمه من ا لقرآن. وقد عَتُقَ عِتْقاً وعَتاقَةً أَي قَدُم وصار عَتيقاً، وكذلك عَتَقَ يَعْتُقُ مثل دَخَل يدخُل، فهو عاتِقٌ، ودنانير عُتُقٌ، وعتَّقْتُه أَنا تَعْتيقاً. وفي التنزيل: ولْيَطَّوَّفوا بالبيت العَتيقِ. وفي حديث ابن الزبير أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إِنما سَمَّى الله البيتَالعَتيقَ لأَن الله أَعْتَقَه من الجبابرة فلم يَظْهر عليه جَبَّار قط، والبيت العَتيقُ بمكة لقدمه لأَنه أَول بيت وضع للناس؛ قال الحسن: هو البيت القديم، دليله قوله تعالى: إن أَول بيت وُضِعَ للناس للَّذِي بِبَكَّة مباركاً؛ وقيل: لأَنه أُعْتِقَ من الغرق أَيام الطوفان، دليله قوله تعالى: وإُذْ بوَّأْنا لإِبراهيم مكان البيت؛ وهذا دليل على أَن البيت رُفِع وبقي مكانُه، وقيل: إِنه أُعْتِقَ من الجبابرة ولم يَدَّعِهِ منهم أُحد، وقيل: سمي عَتيقاً لأَنه لم يملكه أَحد، والأَول أَولى. وقال بعض حُذَّاق اللغويين. العِتْقُ للمَوَات كالخمر والتمر، والقِدَمُ للمَوَات والحيوانِ جميعاً. وخمر عَتِيقةٌ: قديمة حُبست زماناً في ظرفها؛ فأَما قول الأَعشى: وكأَنَّ الخَمْر العَتيقَ من الإِسْـ *** ـفَنْطِ مَمْزوجةٌ بماءٍ زُلالٍ فإِنه قد يُوَِجَّه على تذكير الخمر، فإِما أَن يكون تذكير الخمر معروفاً. وإِما أَن يكون وَجهَّهَا على إِرادة الشراب، ومثله كثير، أَعني الحمل على المعنى، قال أَبو حنيفة: وإِن شئت جعلت فَعيلاً هنا في معنى مفعول كما تقول عينٌ كحيلٌ، فتكون الخمر مؤنثة على اللغة المشهورة. ويقال لجَيَّدِ الشراب عاتقٌ، والعاتِقُ: الخمر القديمة؛ قال حسان: كالمِسْكِ تَخْلِطُه بماء سَحابةٍ أَو عاتِقٍ، كدم الذَّبيحِ مُدَامِ وقد عَتَقَت الخمرُ وعَتَّقَها. والمُعَتَّقَةُ: من أَسماء الطِّلاء والخمر؛ قال الأَعشى: وسَبيئَة مما تُعَتِّقُ بابِلٌ، كدَمِ الذَّبيحِ سَلَبْتُها جِرْيالَها والمُعَتَّقَةُ: الخمر التي عَتِّقَتْ زماناً حتى عَتُقَتْ. والعاتِقُ: كالعَتِيقَةِ، وقيل: هي التي لم يَفُضَّ أَحدٌ ختامها كالجارية العاتِقِ، وقيل: هي لم تُفْتَضَّ؛ قال لبيد: أُغْلي السِّباءَ بكل أَدْكَنَ عاتِقٍ، أَو جَونةٍ قُدِحَت وفُضَّ خِتامُها وبَكْرَةٌ عَتيقَةٌ إِذا كانت نجيبة كريمة. وقال أَعرابي: لا نَعُدُّ البَكْرةَ بَكْرَةً حتى تَسْلم من القَرْحة والعُرَّة، فإِذا منهما فقد عَتُقَتْ وثبتت، ويروى نبتت. وعَتُقت: قدُمت؛ وكل ذلك عن ابن الأَعرابي. وقال ثعلب: قد عَتَقَتْ، بالفتح، تَعْتِق عِتْقاً أَي نَجَتْ فسبقت. وأعْتقها صاحبها أَي أََعجلها وأَنجاها. وعَتَق السمن وعَتْق: يعني قَدُم؛ عن اللحياني. والعَتيقُ: الماء، وقيل: الطِّلاء والخمر، وقيل: اللبن. وعَتَّقَ بِفِيه يُعَتِّقُ إِذا بَزَمَ وعض. والعِتْقُ: صلاح المال. وعَتَقَ المال عِتْقاً: صلح، وعَتَقَه وأَعْتَقه فَعَتَق: أَصلحه فصلح، وعَتُقَ فلان بعد استعلاج يَعْتُق، فهو عَتيقٌ: رقَّ وصار عَتيقاً، وهو رقة الجلد، أَي رَقَّت بَشَرته بعد الغلظ والجفاء، وعَتَقَ التمر وغيره وعَتُقَ، فهو عَتيقٌ: رقَّ جلده، وعَتُقَ يَعْتُق إِذا صار قديماً. وقال أَبو حنيفة: العَتيقُ اسم للتمر عَلَم؛ وأَنشد قول عنترة: كَذَب العَتيقُ وماءُ شَنّ باردٌ، إِن كنتِ سائِلَتي غَبُوقاً فاذهبي قيل: إِنه أَراد بالعَتيق التمر الذي قد عَتُق؛ خاطب امرأَته حين عاتبته على إِيثار فرسه بأَلبان إِبله فقال لها: عَلَيك بالتمر والماء البارد وذَرِي اللبن لفرسي الذي أَحميك على ظهره، وقال: هو الماء نفسه؛ وهذه الأَبيات قيل إِنها لعنترة، وقال ابن خالويه: إِنها لخُزَز بن لَوْذَان السدوسي، وهي: كَذَب العتيقُ وماء شنّ باردٌ، إِن كنت سائِلَتي غَبوقاً فاذهبي لا تُنْكِري فرسي وما أَطعمْتُه، فيكونَ لونُكِ مثلَ لون الأَجْرَبِ إِني لأَخْشَى أَن تَقول حَليلَتي: هذا غُبار ساطعٌ فَتَلَبَّبِ إنِّ الرجالَ لهُمْ إِليك وسِيلةٌ أَن يأْخذوك تَكَحَّلي وتخَضَّبي ويكون مَرْكَبُكِ القَلوصَ وظِلَّهُ، وابنُ النَّعامَةِ يوم ذلك مَرْكَبي قال: والعَتيقُ التمر الشهْريزُ، وجمعه عَتُق. والعاتِقُ: ما بين المَنْكب والعُنُقِ، مذكر وقد أُنث وليس بثبت؛ وزعموا أَن هذا البيت مصنوع وهو: لا نَسَبَ اليومَ ولا خُلَّةٌ، اتِّسَعَ الفَتْقُ على الراتِقِ لا صُلْحَ بيني، فاعْلَموهُ، ولا بينكُمُ، ما حَمَلَتْ عاتِقي سيفي وما كنَّا بنَجْدٍ، وما قَرْقَر قُمْرُ الوادِ بالشاهِقِ قال ابن بري: والعاتِقُ مؤنثة، واستشهد بهذه الأَبيات ونسبها لأبي عامر جدِّ العباس بنِ مِرْداس وقال: ومن روى البيت الأَول: اتَّسَعَ الخرقُ على الراقِع فهو لأَنس بن العباس بن مرداس؛ قال اللحياني: هو مذكر لا غير، وهما عاتِقانِ والجمع عُتْق وعُتَّق وعواتِقُ. ورجل أَمْيَلُ العاتِقِ: معْوَجُّ موضع الرداء. والعاتِقُ: الزِّقُّ الواسع الجيد؛ وبه فسر بعضهم قول لبيد:أَغْلى السِّباءَ بكل أَدْكَنَ عاتِقٍ وقد تقدم؛ قال الأَزهري: جعل العاتِقَ زقاًّ لما رآه نعتاً للأَدْكن وإِنما أراد بالعاتِقِ جيّدَ الخمر وهو كقوله: أَو جَوْنةٍ قُدِحَتْ، وإِنما قدح ما فيها، والجَونة: الخابية، والقَدْح الغَرْف. وقال الجوهري: هو الزِّقّ الذي طابت رائحته، وقوله بِكُلّ يعني من كل، والسِّباء: اشتراء الخمر. والعاتِقُ أَيضاً: المزادة الواسعة. والمُعَتَّقةُ: ضرب من العطر. أَبو عَتيقٍ: كنية، ومنه ابن أَبي عَتيقٍ هذا الماجِنُ المعروف، وإِنما قيل قَنْطرة عَتيقَةٌ، بالهاء، وقنطرة جَديدٌ، بلا هاء، لأَن العَتيقَةَ بمعنى الفاعلة والجديد بمعنى المفعولة ليُفْرَقَ بين ما له الفعل وبين ما الفعل واقع عليه.
عثق: العَثَقُ: شجر نحو القامة وورقة شبيه بورق الكَبَر إِلا أَنه كثيف غليظ، ينبت في الشواهق كما ينبت الكَتَمُ، لا يأْكله شيء ويُجَفَّفُ ورقه ويُدَقُّ ويُوخَفُ بالماء كما يُوخَفُ الخِطْمِيُّ فيطلى به في موضع كَنينٍ، فإِذا جفَّ أُعيدَ فحَلَقَ الشعر حَلْق النُّورة. أَبو عمرو: سحاب مُنْعَثِقٌ إِذا اختلط بعضه ببعض. وفي لغات هذيل: أَعْثَقَت الأَرضُ إِذا أَخصبت.
عدق: عَدَقَ يَعْدِقُ وأَعْدَقَ وعَوْدَقَ: أَدخل يده في نواحي البئر والحوض كأَنه يطلب شيئاً. وعَدَق الشيءَ يَعْدِقُه عَدْقاً: جمعه. والعَوْدَقُ والعَوْدَقةُ: حديدة ذات ثلاث شعب يُستخرج بها الدلو من البئر. ابن الأَعرابي: العَوْدَقةُ والعَدْوقة لخُطَّاف البئر، وجمعها عُدقٌ، وقال: العَدَق الخطاطيف التي تُخْرج الدلاءُ بها، واحدتها عَدَقَةٌ، وربما سميت اللَّبْجَةُ عَوْدَقةً، واللَّبْجة حديدة لها خمسة مخالب تنصب للذئب يجعل فيها اللحم، فإِذا اجتذبه نَشِبَ في حلقه. ورجل عادِقُ الرأْي: ليس له صَيِّور يصير إِليه. يقال: عَدَقَ بظنّه عَدْقاً إِذا رَجمَ بظنه ووجَّه الرأْي إِلى ما لا يَسْتَيْقنه.
عذق: العَذْقُ: كل غصن له شُعَب. والعَذْق أَيضاً: النخلة عند أَهل الحجاز. والعِذْق: الكِباسة. قال الجوهري: العَذْق، بالفتح، النخلة بحَمْلها؛ ومنه حديث السَّقيفة: أَنا عُذَيْقُها المُرْجَّبُ، تصغيراً لعَذْق النخلة وهو تصغير تعظيم. وفي الحديث: كَمْ من عذْقٍ مُذَلَّل في الجنة لأَبي الدحداح؛ العَذْق، بالفتح: النخلة، وبالكسر: العَرْجون بما فيه من الشماريخ، ويجمع على عِذاقٍ؛ قال ابن الأَثير: ومنه حديث أَنس: فردَّ رسول الله. صلى الله عليه وسلم، إِلى أُمْي عِذاقَها أَي نخلاتها. وفي حديث أَنس: لا قطع في عِذْقٍ معلّق لأَنه ما دام معلقاً في الشجرة فليس في حِرْز. وفي الحديث: لا والذي أَخرج العَذْق من الجريمةِ أَي النخلة من النواة؛ فأَما عَذْقُ بن طابٍ فإِنما سموا النخلة باسم الجنس فجعلوه معرفة، ووصفوه بمضاف إِلى معرفة فصار كزيد بن عمرو، وهو تعليل الفارسي. والعِذْق: القِنْوُ من النخل والعنقود من العنب، وجمعه أَعْذاقٌ وعُذوق. وأَعْذَقَ الإِذْخِرُ إِذا أَخرج ثمره، وعَذَقَ أَيضاً كذلك. قال أَبو حنيفة: قال أُصَيْلٌ للنبي صلى الله عليه وسلم حين سأَله عن مكة: تركتُها وقد أَحْجَنَ ثُمامها وأَعْذَقَ إِذْخِرُها وأَمْشَرَ سَلَمُها، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: يا أُصَيْلُ، دَع القلوبَ تَقِرّ؛ ولم يفسر أَبو حنيفة معنى قوله أَعْدَقَ إِذْخرها؛ ابن الأَثير: أَعْذق إِذخرها أَي صارت له عُذوق وشُعَب، وقيل: أَعْذق بمعنى أَزهر. ابن الأَعرابي: عَذَقَ السَّخْبَرُ إِذا طال نباته وثمرته عَذَقُه. والعَذْقَةُ والعِذْقَة: العلامة تجعل على الشاة مخالفة للونها تعرف بها، وخص بعضهم به المعز. عَذَقَها يَعْذُقها عَذْقاً وأَعْذقها إِذا ربط في صوفها صوفة تخالف لونها يعرفها بها. قال الأَزهري: وسمعت غير واحد من العرب يقول اعْتذَق فلان بَكرة من إِبله إِذا أَعلم عليها لقبضها، والعلامة عَذْقة، بالفتح. وعَذَقَ الرجلَ بشرٍّ يَعْذِقُه عَذْقاً. وَسَمه بالقبيح ورماه به حتى عُرف به، وهو من ذلك كأَنه جعله له علامة. والعَذْق: إِبداء الرجل إِذا أَتى أَهله. ويقال: في بني فلان عِذْقٌ كَهْلٌ أَي عِزّ قد بلغ غايته، وأَصله الكِباسة إِذا أَينعت، ضربت مثلاً للعِزّ القديم؛ قال ابن مقبل: وفي غَطَفانَ عِذْقُ عِزّ مُمَنَّعُ، على رَغْم أَقوامِ منَ الناس، يانِعُ فقوله عِذْقٌ يانعٌ كقولك عِزّ كَهْل وعِذْق كَهْل. والعِذْقُ: موضع. وخَبْراء العِذَقِ: معروفة بناحية الصَّمِّان. قال الأَزهري: ومما اعتقب فيه القاف والباء انْزَرَبَ في بيته وانْزَرق، وابْتَشَرْت الشيء واقْتَشَرتْه. ويقال للذي يقوم بأُمور النخل وتَأْبِيره وتسوية عُذُوقه وتذليلها للقِطاف عاذِقٌ؛ قال كعب بن زهير يصف ناقته: تَنْجو، ويَقْطُر ذِفْراها على عُنُقٍ، كالجِذْعِ شَذَّب عنه عاذِقٌ سَعَفَا وفي الصحاح: عَذَّقَ عنه عاذِقٌ سعفا. وعَذَقْت النخلة: قطعت سعَفَها، وعَذَّقت، شدد للكثرة. قال ابن الأَعرابي: اعْتَذَقَ الرجلُ واعْتَذَب إِذا أَسبْل لعمامته عَذَبَتَيْن من خلف، وقال ابن الفرج: سمعت عَرَّاماً يقول كذبت عَذَّاقَتُه وعَذَّابَتُه، وهي استه. وامرأَة عَقْذَانةٌ وشَقْذانةٌ وعَذْقانة أَي بَذِيَّة سليطة، وكذلك امرأَة سَلَطَانَةٌ وسَلَتانة. وفي نوادر الأَعراب: فلان عَذِقٌ بالقلوب ولَبِقٌ وطِيب عَذِقٌ أَي ذكي الريح.
عذلق: الأَزهري عن ابن الأَعرابي: يقال للغلام الحاد الرأْس الخفيف الروح: عُسّْلوج وعُذْلوق وغَيْدان وغَيْذان وشَمَيْذَر.
|